نكبات ومأسي ومحن الأزيدين في العراق (الجزء الثاني)
بقلم د عضيد ميري
إن نكبات ومأسي ومحن الأزيدين في العراق مازال يلفها الحزن والأسى سيما وأن نفي اليزيدين من مناطقهم والمزارات القديمة لشعبهم يهدد بإضعاف هويتهم كشعب ومكوّن متميز، ولا يسعى الأزيديون في العراق إلى الحفاظ على تقاليدهم فحسب، بل يسعون أيضًا إلى مكافحة المعلومات الخاطئة والقوالب النمطية حول عقيدتهم وهناك تحديات وصعوبات أمام الإزيديين لاستعادة الأمن والاستقرار والأمن المجتمعي في منطقة نينوى/سنجار، سيما وان معظمهم تشتتوا بعيداً عن أراضيهم المقدسة، وانضم العديد منهم إلى جمع اللاجئين إلى أوروبا.
سبق وأن تناولنا في عدد شهر تموز 2024 الجزء الأول من هذه المقالة وفي هذا الجزء الثاني من موضوع المقالة سنتناول التحديات الجيوسياسية مأساة داعش والهجوم على سنجار والإبادة الجماعية والاضطهاد والاختطاف والعبودية ودمار البلدات والتحديات والمصير المجهول لهذا المكوّن العراقي الأصيل.
التحديات الجيوسياسية
بعد الغزو الأمريكي، دخلت منطقة سنجار ضمن فئة “المناطق المتنازع عليها”. وكانت هذه الأراضي، التي تتكون في معظمها من مناطق غنية بالنفط ومناطق زراعية، لفترة طويلة في قلب الصراع العربي الكردي في العراق.
قبل الغزو الأمريكي، كانت هذه المناطق في معظمها تحت سيطرة الجيش العراقي ومع ذلك، بعد سقوط صدام حسين في عام 2003، سيطرت حكومة إقليم كردستان على أجزاء من هذه المناطق بما في ذلك منطقة سنجار، بدعم من الجيش الأمريكي. وساهمت البيئة الطائفية والفراغ السياسي الذي أعقب سقوط صدام في صعود تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة
ولم يكن هجوم تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، والمعروف باسم “اليوم الأسود”، والذي أدى إلى سقوط سنجار والنزوح الجماعي للمجتمع اليزيدي، حدثًا منعزلاً. بل كانت لها جذورها في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والصراع على السلطة الذي أعقب ذلك.
وعشية الهجوم الإرهابي في عام 2014، وضع آلاف اليزيدين أمالهم في وعود السلطات الكردية بالحماية، ولكن الانسحاب المتسرع للقوات الكردية أمام حفنة من إرهابيي داعش ترك المنطقة بأكملها بلا حماية أو دفاع. ولا تزال آفاق الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي في المنطقة غير واضحة ولذلك لا يزال موطن اليزيدين في منطقة سنجار شمالي العراق منطقة صراع بعدما مزقتها الحروب والمصالح الإقليمية.
مأساة داعش
تعتبر قصة غزو داعش للوطن اليزيدي في أغسطس 2014 ضرورية لفهم محنة هذا المجتمع المهدد بالانقراض والذي واجه قرونًا مما لا يمكن وصفه إلا بأنه اعتداء وإبادة جماعية، وتعتبر قصة مأساوية لأتباع دين مسالم يتعرض وجودهم للتهديد بسبب مزيج من التعصب من جانب داعش واللامبالاة من جانب الدولة والقوى الغربية. وكثيراً ما يقول ألأزيديون أنهم كانوا ضحايا 72 محاولة إبادة جماعية سابقة، وان ذاكرة الاضطهاد هي عنصر أساسي في هويتهم وتأريخهم.
وبسبب داعش وغيرهم قبلهم عاصر الإزيديون في سنجار ولألش تاريخ مليء بالمآسي والنكبات والمحن. ففي أواخر السبعينيات، أطلق الرئيس العراقي صدام حسين حملات تعريب قسرية ضد الأكراد في شمال العراق، وفي الوقت نفسه، قام بتدمير القرى اليزيدية التقليدية وأجبر اليزيدين على الاستقرار في المراكز الحضرية، مما أدى إلى تعطيل أساليب حياتهم الزراعية الريفية، كما وقام نظام صدام ببناء مدينة سنجار وأجبر الإيزيديين على ترك قراهم الجبلية والانتقال إلى هذه المدينة.
وبينما تعرض ألأزيديون في شمال العراق على هجمات بربرية من قبل، إلا أن عام 2014 كان بمثابة نقطة تحول مأساوية في التاريخ. أدى تقدم داعش إلى سنجار في أغسطس 2014 إلى نزوح المجتمع الإزيدي بأكمله تقريبًا وأسر وقتل واستعباد الآلاف.
وحتى لا نضيع في صفحات التاريخ والتفسير، فلقد ثبت عمليا وتاريخيا ان الاكراه والقوة والعنف كوسيلة لإجبار وإقناع الانسان على تغيير ايمانه ومعتقداته تولد العكس وتزيد من تمسك المرء بأفكاره ودينه. وتأسيسا على ذلك فإننا نجد ان الازيدية التي تستند الى احكام ونصوص واعراف وقيم ثابتة نشأت مع بدايات الزمان واحكام العصور ورغم متطلبات الحياة وصعوبتها بقي هذا المكون الأصيل وشعائره ثابتة رغم كل المصاعب والتحديات وسط محيط من الأعداء والعداء وحملات القوة القسرية لفرض التحول الديني ، وبقي الأزيدي يتمسك بدينه وتراثه وترابه وقيمه رغم كل ما لاقاه من عنف وتهجير من السلطات و اهل المنطقة المجاورين الذين لم يتقبلوا أسس التعايش المشترك والتسامح الديني والحوار العقلاني فاستعملوا السلاح والقوة والاضطهاد بدلا عن المواطنة والإنسانية ومنطق العقل ولغة السلام.
الهجوم على سنجار
في عام 2014، ومع المكاسب الإقليمية التي حققتها الجماعة السلفية المسلحة التي كانت تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، كان هناك اضطرابات كبيرة في صفوف السكان اليزيدين العراقيين إذ سبق وان أعلن تنظيم داعش بأن اليزيدين هم عبدة الشيطان، وبعدها بفترة استولى التنظيم على سنجار في أغسطس 2014 بعد انسحاب قوات البيشمركة الكردية التي كانت تحمي المنطقة، دون سابق إنذار، تاركة السكان المحليين بلا حماية.
وفر ما يقدر بنحو 200,000 مدني اليزيدي للنجاة بحياتهم، وتوجه ما لا يقل عن 50,000 إلى جبل سنجار، حيث حوصروا في حرارة الصيف الحارقة لعدة أيام دون طعام أو ماء. أما أولئك الذين لم يتمكنوا من الفرار أو الذين حاولوا الدفاع عن قراهم من مقاتلي داعش، فقد تعرضوا للقتل أو الاختطاف في وقت لاحق، مع مذابح واسعة النطاق للرجال والفتيان اليزيدين في قرى قنية وكوجو وجدلي.
انسحب معظم السكان الفارين من سنجار عن طريق سلك الجبال القريبة بهدف الوصول إلى دهوك في كردستان العراق (عادةً مسافة خمس ساعات بالسيارة). وكانت مخاوفهم كثيرة منها نقل كبار السن وذوي الحالة الصحية الهشة والنساء والأطفال ونقص المياه وسبل التنقل في المناطق الوعرة. ولجأ ما لا يقل عن 40 ألف يزيدي، كثير منهم من النساء والأطفال، إلى تسعة مواقع على جبل سنجار، الذي هو عبارة عن سلسلة من التلال الصخرية يبلغ ارتفاعها 1400 متر (4600 قدم) والتي يقال في الأساطير المحلية على أنها كانت المثوى الأخير للنبي نوح عليه السلام.
وبعد فترة تمكن 20.000 إلى 30.000 يزيدي، معظمهم من النساء والأطفال، المحاصرين من قبل داعش، من الفرار من جبل سنجار بعد تدخل وحدات حماية الشعب (واي بي جي) وحزب العمال الكردستاني (به ككه) لوقف داعش. وفتحوا لهم ممراً إنسانياً، وساعدوهم على عبور نهر دجلة إلى (روج آفا) في سوريا. إذ كانوا يواجهون الذبح على أيدي الجهاديين المحيطين بهم في الأسفل إذا فروا، أو الموت بسبب الجفاف إذا بقوا.
تم التعامل مع النساء الأسيرات كغنائم حرب وتم بيع النساء والفتيات اللاتي يعتنقن الإسلام كعرائس، وكعبيدات جنسية ومن هن نادية مراد، الناشطة الأزيدية في مجال حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2018، التي اختطفت واستخدمت كعبيدة جنس من قبل داعش في عام 2014 أما اللاتي يرفضن التحول فيتعرضن للتعذيب والاغتصاب والقتل وتم دفع بعضهن إلى الانتحار في نهاية المطاف. أما الأطفال الذين يولدون في السجن الذي تحتجز فيه النساء فكانوا يُؤخذون قسره من أمهاتهم إلى مصير مجهول.
الاضطهاد
إن تاريخ المجتمع اليزيدي في شمال العراق مليء بالقمع والعنف. إذ عانى الإزيديون لما يقرب من ستة قرون من اضطهاد ومجازر الدولة العثمانية (1299 – 1922) وبعد تفكك الإمبراطورية العثمانية في أوائل القرن العشرين، استهدف الجيش البريطاني اليزيدين والمجموعات العرقية الأخرى في شمال العراق، وتعرض الأزيدىة الى مصاعب ونكبات مستمرة سببها بعض قادتهم الدينين وتمسكهم بغموض وتقاليد مذهبهم وعزلتهم وسط محيط من العداء الديني والسياسي ولم يعيشوا بأمان واستقرار الا في ضل الحكم الملكي الوطني في العراق واستمرت الحملات العنيفة ضد الإيزيديين خلال نظام البعث الذي تولى السلطة في العراق من عام 1968 إلى عام 2003.
في أعقاب غزو العراق في مارس/آذار 2003، واجه ألأزيديون اضطهاداً متزايداً من قبل المتطرفين الدينيين الذين اعتبروهم خطأً “عبدة الشيطان” بسبب سوء تفسير لدينهم. وكان أفراد المجتمع يستهدفون بانتظام من قبل المتطرفين. ويقدر تقرير صدر في يوليو/تموز 2008 عن وزارة حقوق الإنسان العراقية أنه في الفترة ما بين 2003 ونهاية 2007، قُتل ما مجموعه 335 أزيدياً في هجمات مباشرة أو غير مباشرة.
غالبًا ما كان تأثير هذه الهجمات والهجمات اللاحقة على المجتمع بعيد المدى. خلال عام 2013، على سبيل المثال، كانت هناك هجمات عديدة على الطلاب اليزيدين الذين يدرسون في جامعة الموصل. وبحلول نهاية العام، توقف حوالي 2000 طالب ازيدي عن الالتحاق بالجامعة.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت الإبادة الجماعية لليزيدين عام 2014 التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش) مقتل أكثر من 5000 إزيدي، مع إجبار الآلاف من النساء والفتيات اليزيديات على العبودية الجنسية وفرار ونزوح وهجرة وأكثر من 500000 لاجئ ازيدي.
التعريب والتكريد
قبل تقدم داعش، كان عدد اليزيدين في العراق حوالي 500 ألف، وكانوا يتركزون في سنجار، على بعد 150 كيلومترًا غرب الموصل، مع مجتمع أصغر في شيخان، سفوح كردستان شرق الموصل، حيث يقع ضريحهم الأكثر قداسة للشيخ عدي بن مسافر. واليزيديون هم إلى حد كبير مزارعون ورعاة فقراء لديهم تسلسل هرمي ديني وسياسي متدرج بشكل صارم، ويميلون إلى الحفاظ على مجتمع أكثر انغلاقًا من المجموعات العرقية أو الدينية الأخرى.
لقد ظل الإزيديون دائمًا على هامش المجتمع العراقي، ولكن بسبب الموقع الاستراتيجي لجبل سنجار، فقد تلقوا اهتمامًا غير مرحب به من أمن دولة صدام. وفي ظل نظام البعث، بُذلت جهود متكررة لتعريب المنطقة وإقناع الإيزيديين بأنهم عرب. كانت ردود الفعل متباينة، لكن بعض الإيزيديين دعموا الحركة الوطنية الكردية. خدم الإزيديون على مضض في الجيش ضد إيران، وفرّت الطائفة من حملة الأنفال، الإبادة الجماعية الكردية، في عامي 1987 و1988
وفي ظل الضغط المستمر للاندماج مع الأكراد العراقيين، وخاصة في المناطق الشمالية، كان الاختطاف والزواج القسري يشكلان خطراً على الإيزيديين. أفاد نشطاء إزيديون أنه بعد عام 2003، كانت هناك حالات عديدة لنساء يزيديات تم اختطافهن وإجبارهن على الزواج من أفراد من قوات الأمن الكردية “آسايش”. وتعرضت الأسر اليزيدية للتهديد بالانتقام إذا رفضت النساء والفتيات الزواج من أفراد الميليشيات. مثل هذه الزيجات تعزل هؤلاء النساء فعليًا عن عائلاتهن ومجتمعاتهن لأن المعتقدات اليزيدية تحظر الزواج خارج الدين. أولئك الذين يتعهدون بمثل هذه الوعود يتخلون عن عقيدتهم ويجب عليهم تعريف أنفسهم بأنهم أكراد.
الاختطاف والعبودية والإبادة
في أكتوبر 2014، أفادت الأمم المتحدة أن أكثر من 5000 يزيدي قتلوا واختطف تنظيم داعش ما بين 5000 إلى 7000 (معظمهم من النساء والأطفال). وقد ادعى داعش، في مجلته الرقمية دابق، صراحةً وجود مبرر ديني لاستعباد النساء الأزيديات.
ومع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على منطقة سنجار فر مئات الآلاف من الإيزيديين إلى جبل سنجار وسط حرارة الصيف الحارقة. وتم اختطاف الآلاف من النساء والفتيات الإزيديات بغرض الزواج القسري أو الاستعباد الجنسي. وتم بعد ذلك نقل أعداد كبيرة من النساء إلى سوريا لبيعهن أو تزويجهن قسراً لمقاتلي داعش. وقد وصفت معاملة داعش للأقلية اليزيدية بأنها إبادة جماعية من قبل الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية الأخرى.
استولى الجهاديون على مئات النساء الأزيديات كعبيد جنس شرعهن القرآن وباعوهن مثل المتاع في الأسواق لمقاتلي داعش. تعرضت هؤلاء النساء، والعديد منهن فتيات صغيرات، للاغتصاب والإساءة بشكل منهجي من قبل أمراء داعش ولا يزال معظمهم يعيشون في بؤس كعبيد جنس للمتعصبين الذين يضفي الشرعية على إساءة معاملتهم من خلال وصفهم بـ “المشركين” و”الكفار” (لم تحظ محنتهم بنفس القدر من الاهتمام الذي حظيت به عملية اختطاف تلميذات المدارس على يد إرهابيي بوكو حرام الجهاديين في نيجيريا). تم جر النساء الأكبر سناً اللاتي لا يستحققن أن يكونوا صبية، وتم قتلهن بشكل جماعي وبدم بارد.
ردود المجتمع الدولي
رداً على هجوم الإبادة الجماعية الذي ارتكبه تنظيم داعش ضد الإيزيديين ابتداءً من عام 2014، قامت الولايات المتحدة بتجميع تحالف عالمي يضم 80 دولة من جميع أنحاء العالم لهزيمة داعش. وبعد مرور عشرة سنوات، لا يزال الأزيديون يكافحون من أجل التعافي في العراق وسوريا. ولا يزال مئات الآلاف من الأشخاص نازحين، ويعانون من صدمات نفسية شديدة، ويواجهون تهديدات من مجموعة من الجهات الفاعلة.
في نهاية المطاف يجب على الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية التي كان لها دور في صدمات ما حصل للمكونات التأريخية في العراق وسوريا أن تعطي الأولوية لحقوق الإيزيديين والأقليات، ويجب عليهم التأكد من أن الإيزيديين والمكونات الأصيلة في البلاد لا يعانون من الاضطهاد ومزيد من التهميش حتى بعد الهزيمة العسكرية لداعش.
ولغاية اليوم لم يتم تنفيذ الاتفاق الذي وقعته حكومتا كردستان والعراق عام 2020 لاستعادة الاستقرار في منطقة سنجار حتى الآن. ويوفر هذا الاتفاق إطارًا لترحيل ونزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في المنطقة وإعادة توطين اليزيدين الساكنين في مخيمات اللاجئين في كردستان ومساعدة النازحين اليزيدين على العودة إلى ارضهم ووطنهم.
حلول أم مصير مجهول؟
كان الأزيديون والمسيحيون والمندائيون والأقليات الأخرى أكثر من أي أقلية عرقية أخرى ضحايا للإبادة الجماعية ولم تكن ردود الحكومات العراقية المتعاقبة هي الاستجابات الصحيحة. ولا يسعى الإزيديون في العراق إلى الحفاظ على تقاليدهم فحسب، بل يسعون أيضًا إلى مكافحة المعلومات الخاطئة والقوالب النمطية حول عقيدتهم، ومعظمهم تشتتوا بعيداً عن أراضيهم المقدسة، وانضم العديد منهم إلى حركة اللاجئين إلى أوروبا. إن نفي الإزيديين من المزارات القديمة لشعبهم يهدد بإضعاف هويتهم كشعب متميز وهناك امامهم تحديات كبيرة للإعمار ولاستعادة الأمن والاستقرار والأمن المجتمعي في منطقة نينوى/سنجار.
ولم يكن الإزيديون وحدهم هم الذين واجهوا غضب داعش، إذ في العقدين الأخيرين، انخفض عدد المسيحيين العراقيين بنسبة تزيد على 80%، من 1.5 مليون إلى اقل من 200 ألف وأصبح عدد الصابئة المندائيين اقل من 5000 الأف بعد ان كان عددهم في 2003 70يقدر ب 70000 ألف مواطن، كما وفرغ العراق من اليهود بعد وجودهم فيه منذ العصر البابلي قبل أكثر من ألفي عام. والعد التنازلي لما تبقى من المكونات مازال باستمرار في عراق تهدمت فيه كافة المعالم الحضارية منذ 2003
بعد أن قدمنا مثل هذه القراءة لمأساة إخوتنا في الأرض والوطن والطين ودافعنا عن إحدى المكونات والديانات المهددة بالانقراض، نحن نؤمن بضرورة إقامة تعايش سلمي بين المسيحيين والإيزيديين والعرب والكرد جنبًا إلى جنب مع صون العملية القانونية للعدالة وتقصي الحقائق وضمان تقديم المتورطين في الجرائم إلى العدالة وتعويض الضحايا والمتضررين تعويضاً عادلاً. ويمكننا القول بأن العراق سيكون أقل تنوعًا إذا اختفى الشعب اليزيدي القديم من صفحات التاريخ كما حدث مع العديد من المجموعات العرقية والدينية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط والعراق على مر القرون.
المصادر: ويكيبيديا، يزدا، المؤسسة الأزيدية الحرة، ناشيونال جيوغرافيك، الغارديان اللندنية، باري إبراهيم، بيافي أشر شابيرو، براين كًلين ويليامز وكتب الكتاب المذكورة في المقدمة أعلاه.