شكو ماكو – نبذة عن مفردات وتراث اللهجة العراقية - الجزء الأول
د. عضيد ميري
تتميز اللهجة العراقية بالعديد من الكلمات والمصطلحات والسياقات الفريدة، بعضها يعود إلى فجر الحضارات في بلاد ما بين النهرين. وتأثرت مفردات القاموس العراقي كثيرا بما شهدته البلاد من غزوات على مر العصور إذ تداخلت وتبادلت التأثير اللغوي مع تلك الحضارات. وتركت اللغة السومرية، التي تعد أقدم لغة مكتوبة في العالم، بصمتها في كثير من المصطلحات الزراعية والتجارية والقانونية. وتعود أسباب تمسك العراقيين ببعض الكلمات الموغلة في القدم ودمجها مع العربية ولغات العراق الأخرى إلى تركيبة العراقي ومزاجه، فهو يحافظ على أصالته من جهة ويندمج مع الحديث من جهة أخرى، فالعراقي متفتح وغير منغلق على نفسه، بل يتفاعل مع الحضارات الأخرى في أنماط الحياة كافة، ومن بينها اللغة.
فقط في العراق تسمع كلمات مثل "شكو ماكو" عندما يلتقي الناس في حين يقول اللبنانيون (كيفك او كيفو)، ويقول المصريون (إزيك) والسوريون (شوفي مافي) والخليجيون (وش علومك وش اخبارك) وتستعمل شعوب المغرب العربي (كاين وماكاينش) وغير ذلك.
نستخدم العديد من المصطلحات والكلمات العامية العراقية وتشمل مجموعة من الكلمات المألوفة التي تنتقل عبر الأجيال دون معرفة أصولها وجذورها لأن معظم الباحثين يهملون بذل الجهد المطلوب لمتابعة اللهجة العامية لأسباب عديدة، من أهمها عدم الإلمام باللغات الأخرى التي كانت شائعة في بلاد ما بين النهرين منذ العصور القديمة.
تتطور اللغات وفقًا لقوانين حركة المجتمع ثقافيًا، واجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا وجغرافياً واندماج المفردات العراقية مع لغات أخرى مثل التركية والة والإنجليزية واضح في التركيب ولا يزال العراقيون يستخدمونها ليومنا هذا. السؤال الأكثر أهمية الذي يطرح نفسه هو لماذا احتفظ العراقيون بالكلمات القديمة ولماذا لم يغيروها. حيث تتميَّز اللهجة العراقية بجمالها وسحرها، وتضمّ كلمات غريبة لا يفهم معناها إلا العراقيون ويعود أصلها إلى آلاف السنين. فما هي اصول اغرب كلمات اللهجة العراقية؟
في هذه المقالة، نسلط الأضواء على بعض الكلمات في اللهجات المحلية في العراق، ونتعمق في تاريخها والتغييرات التي حدثت بمرور الوقت. وبالطبع من المستحيل التقاط وإدراج جميع الكلمات في هذه المقالة القصيرة وسنحاول التدقيق في بعض الكلمات والمصطلحات التي يتم استخدامها في اللغة العامية العراقية لمعالجة استخدامها ونتناول تأثير استخدام هذه الكلمات، من قبل أجيالنا الشابة في الولايات المتحدة وهي كلمات ربما سمعوها من آبائهم أو أبناء عمومتهم وأقاربهم أو أصدقائهم أو من بعضهم البعض ويتلذذون باستخدامها ولا يعرفون معانيها.
لمحة عامة عن اللهجة العراقية
يمتلك العـراق العـديد من الأطياف والأقليات الاجتماعية، وبتنـوع هذه الأطياف تتنـوع اللغـة فيه، فبالإضافـة إلى اللغـة العربيـة هناك اللغة الكـردية، والتركـمانية، والمندائية والسريانية، وشقيقاتها الكلدانية، والأشورية، وغـيرها.
واللغة العربية في العراق متنوعـة في طريقـة لهجـها على لسان العـراقيين لذلك تنوعت كغيرها من لهجـات العالم المتنوعـة بالتنـوع المكاني للبلد. واللهجـة العـراقـية تأثرت في القـرون الأخـيرة باللغات التركـية والة والـة. فقـد خضع العـراق على مدى عـدة قـرون للحكـم العـثماني حـتى الحرب العالمية الأولى، وبعدها خلف البريطانيون العثمانيين في حكـم العراق، كما وإن مجاورة العراق لإيران والتاريخ المشترك والعلاقات الثقافـية المشتركة منذ خضوع إيران للحكـم الإسلامي أوجد نوعاً من التبادل اللغـوي بين العـراق وإيران لذلك فأن العـديد من المفردات التي أصلها تركـي أو فارسي أو إنكليزي دخلت اللهجـة العراقـية.
ولقـد بقـيت العامية إلى جوار الفصحى في العـراق طوال العصور العباسية وهكـذا كان الأمر إلى نهاية العصر العثماني، حيث تأثرت العامية في هذا العـصر باللغـة التركـية، إذ دخلت كـثير من المصطلحات والحروف التركـية في اللهجـة العراقـية. فـنرى اليوم أن القاف تلفـظ بشكل " گــ " والكاف بشكل " چ " نحـو: أگـول (أقـول) وگـلبي (قـلبي) وچـان (كان) وتحچـي (تحكـي). ولفـظ القاف والكاف كما مر هو من خصوصيات اللغـة التركـية دون غـيرها.
اللغة العربية هي اللغة المعتمدة في كافة الدول العربية بطبيعة الحال، ولكل دولة لهجاتها التي تميزها عن غيرها والتي توارثتها الأجيال. وفي العراق تتنوع اللهجات بسبب اتساع مساحته الجغرافية وتنوع مواطنيه، فنجد أن لهجة أهل الجنوب تختلف عن لهجة أهل الوسط والشمال، بالإضافة إلى تنوع اللفظات ووجود مجموعة من الأقليات مثل المسيحيين والأكراد والتركمان وغيرهم من المكونات وكل هذه العوامل أدت إلى تنوع اللهجة العامية العراقية.
ففي الشمال هناك لهجة الموصل أو ما يسميه العراقيون (المصلاوية او الموصلية)، وهذه اللهجة قريبة من اللغة الفصحى من حيث نطق حرف القاف، لأن بقية العراقيين يحولون بلهجاتهم حرف القاف إلى حرف (ج). وعند السفر من الموصل إلى الجنوب تتغير اللهجة وتتحول في البداية إلى لهجة قريبة من البدوية، وذلك بسبب التوسع البدوي في المحافظات الشمالية من العراق، مثل الأنبار، والدور، والمناطق المحيطة بتكريت، وسامراء، وبلد. ولهجة هذه المدن قريبة من البغدادية، لكن التأثير البدوي بارز فيها، اذ تتميز اللهجة البغدادية بالبساطة، وبطء الكلام، والوضوح، والبلاغة. وكلما اتجهت جنوبًا، طغت اللهجة الريفية.
في جنوب بغداد، تهيمن اللهجة النجفية (منطقة الفرات الأوسط) حول النجف، والحلة، وكربلاء، والكوفة. هذه اللهجة العامية قريبة من عاميتها البغدادية، لكنها في الوقت نفسه تحتوي على العديد من المفردات الأصيلة والبليغة ولهذا السبب شاع أسلوب استخدامها عند الشعراء الريفيين أكثر من غيرهم، ولذلك نجد معظم شعراء اللهجة العامية العراقية هم من الريف العراقي الجنوبي. وتتميز اللهجة الريفية ببساطتها وسرعتها وإيقاعها، وإن كان بعض أهل المدن يجدون صعوبة في فهم بعض مفرداتها، ومع ذلك فإن هذه اللهجة الجنوبية دافئة ومحبوبة لدى أغلب العراقيين، وخاصة عندما ينشد الشعراء قصائدهم الجميلة ويتغنى المطربين بمعانيها الشجية.
أما اللهجة البصرية (البصراوية) فهي أقرب اللهجات العراقية إلى اللهجة الخليجية وتختلف بشكل واضح عن لهجة الريف الجنوبي فهي مزيج من اللهجات الخليجية الحضرية والبدوية وبعض المفردات الة والإنجليزية والهندية، بالإضافة إلى تأثرها الكبير باللهجة النجفية والريفية الجنوبية.
شكو ماكو
يميل العراقيون إلى الحفاظ على الأصالة لكنهم يظلون منفتحين على الاندماج مع العالم الحديث والتفاعل مع الحضارات الأخرى في جميع أنماط الحياة، بما في ذلك اللغة. ومن الأمثلة على الكلمات القديمة استخدام الكلمة المركبة (شاكو ماكو) وهي كلمة استفهامية عادة ما تُقال عندما يلتقي اثنان من المعارف. وتشير إلى "ما هي آخر الأخبار أو التطورات الجديدة؟”.
(أكو) و(ماكو) كلمات سومرية انتقلت للأكدية وليست عربية. وتم إضافة الحرف العربي (ش) لاحقًا وبهذه الطريقة دمج العراقيون اللغتين. ووجدت هذه الكلمات الشائعة طريقها إلى الثقافة الشعبية، ونراها كشعارات لمحلات القهوة والمطاعم والمشاوي والمواد التسويقية والقمصان والبلوزات وخلفيات الموضة وعروض الأزياء وأقراص الموسيقى والبرامج الإذاعية والتلفزيونية كما في بودكاست "شكو ماكو أمريكا" باللغة العربية في الولايات المتحدة وكندا.
أه-ويلي أو أه-ويلاخ
كلمة كلاسيكية أخرى فريدة من نوعها في العراق هي (أه-ويلي أو أه-ويلاخ) وهي صرخة تقال للحزن أو في المواقف الخطيرة وتُستخدم كلمة أه (بالسنسكريتية) للتعبير عن الفهم، أو المتعة، أو الألم، أو المفاجأة، أو حقيقة أنك لاحظت شيئًا ما (أه، أرى) وهي اصلاً مشتقة من الكلمات الآرامية (أه إيلي) والتي تعني يا إلهي. وإيلي كلمة آرامية من العهد القديم، مشتقة من اللغة البابلية، واسم مذكر توراتي يعني (عالي، مرتفع).
"آه إيلي" كانت آخر الكلمات التي قالها السيد المسيح عندما علق على الصليب عندما نظر إلى الله في الساعة الأخيرة وقال "أبا... إيلي ...لما شبقتاني ؟ أي "أبي وإلهي لماذا تركتني؟" مزمور 22: 1
وفي الفولكلور الموسيقي العراقي، صاغت المطربة الراحلة زهور حسين الكلمة ووثقت ترديدها في أغنيتها الشهيرة “أ-ويلاخ يابا منهو عليه جابه- ناسي ولا بالي – هسه اجه كًبالي".
كلمات سومرية وأكادية وبابلية وآرامية ومعانيها
تأثرت مفردات القاموس العراقي بالغزوات التي شهدتها البلاد عبر العصور، حيث تبادلت التأثير اللغوي مع تلك الحضارات. فاللغة السومرية على سبيل المثال هي أقدم لغة مكتوبة في العالم، وتركت أحفادها الأكادية والآرامية بصماتها على المصطلحات الزراعية والتجارية والقانونية والمجتمعية في بلاد الرافدين.
إلا أن هناك كلمات لازمت اللهجة العراقية، ولم تتغير أو تتأثر بموجات الأحداث السياسية والاجتماعية، التي شهدتها البلاد. ويتداولها سكان العراق على مختلف مشاربهم ومناطقهم، وتكاد تكون غير مفهومة لغيرهم، حتى إنها باتت بمثابة جواز سفر يؤكد على عراقية الشخص.
فيما يلي مجموعة من الكلمات العراقية التي ينسبها خبراء اللغات واللسانيات إلى الحضارات الأكادية والسومرية والبابلية والأرامية والآشورية وعلى وجه الخصوص، وهي الحضارات التي سادت البلاد منذ آلاف السنين. ويبلغ عدد الكلمات المأخوذة من هذه الحضارات والتي يستخدمها العراقيون حتى وقتنا الحاضر أكثر من 500 كلمة ومفردة.
السومرية الأكدية:
اكو ماكو (او شكو ماكو): سومرية/ اكدية - وتعني ماهي آخر الأخبار والتطورات؟ وتقال عندما يلتقي اثنان من المعارف، مأخوذة من الأكدية (أكاماكو)، وتعني الرب موجود أو الحي موجود، وكانت تستخدم كتحية بين سكان العراق في الحضارات الغابرة فلقد ورد في اللغة الاكدية (ماكو) بمعنى لا يوجد و(كاشو باشو) تعنيان يوجد ويقال ان (ماكو) هي صيغة نفي لكلمة (اكو).
إسكاف - وتعني إسكافي أو صانع أحذية، وفي الأكادية (إسكابو) والبابلية (أشكابو) حيث الشين الاكدية تقلب الى سين في العربية.
أسو – الطبيب في الا كدية والبابلية والآرامية من (ازو) أي العارف.
أمتو – العبدة المملوكة في الأكدية والبابلية والآرامية.
أصُمَخ - كلمة بابلية تعني تحمل وأصبر في مكانك أي كن صبوراً.
بوشي - النقاب، كلمة أكدية وتعني غطاء.
بووش - تعني فارغ وهي كلمة اكدية قديمة.
بوري - يستخدم العراقيون كلمة (بوري) للإشارة الى الانبوب اي صنبور الماء او انبوبه. وتستخدم كلمة (اصابه بوري) للإشارة الى مصيبة الشخص بسبب حادث مفاجئ مؤلم. وهي كلمة أكادية قديمة، وتعني القصب المجوف من نبات البردي السعد، وهو نبات مشهور ومنتشر في أهوار العراق جنوب البلاد.
بلوّر - كريستال وهو ضرب من الزجاج الصلب الثقيل الوزن الأصل: من الاكدية (بور للو).
بوجي - يسميه بعض العراقيين الكلب الأبيض الصغير (بوجي)، وبوجي في البابلية تعني الشبح
بتولا او بتول – بمعنى العذراء في السومرية وهي (بتولتو) بالأكدية للبنت و(بتولا) للشاب.
حِب او حبانة - وعاء كبير من الطين يحفظ فيه الماء.
حماة – ام الزوجة وفي الاكدية (حميتو) ومذكرها (حمو)
حنطة - واصلها (حنطيتو) بالأكدية
جِرّي - نوع من أنواع السمك ليست له حراشف.
چ رخ (بالجيم المثلثة) - وهي مأخوذة من (جارخ) الأكدية أي العجلة ومنها في الكردية جرخي فلك أي عجلة الدنيا التي تدور دون توقف. ومنها كلمة الجرخجي أي الحارس والصفة متأتيه من دورانه في الطرقات ليلا للحراسة ومهنة (جراخ سكاكين) مهنة قديمة كانت معروفة في العراق.
جّنة - أيّ زوجة الابن، وهي كلمة سومرية أصلها (گن) يتمّ إطلاقها على (الجارية).
خاشوكًة – ملعقة طعام سومرية.
خمش – لطم الوجه والكلمة بابلية (خماشو).
خس – في السومرية والاكدية (خسّو) وفي السريانية (خستا) وفي الآرامية (خسّا).
كًفة (القفة) - اسم أكادي سومري لزورق دائري استعمل منذ العصر السومري كوسيلة نقل في النهر.
كباب - هو لحم مشوي، ويسمى (كبابو) في الأكادية.
كراث - نوع من أعشاب الأكل.
- كليجة - معجنات عراقية محشوة بالتمر أو المكسرات أو ما شابه ذلك. تعود أصول الكليجة إلى بلاد ما بين النهرين القديمة، حيث كان السومريون القدماء يعدون هذه الكعكة للاحتفال بالعام الجديد، وعيد عشتار، إحدى الإلهات الأكثر شهرة في الأساطير السومرية القديمة.
كللوش (الهلهولة) - وهي مرتبطة بالجذر السومري (كلو كلو، أو لولو لولو) وهي زغرودة تستخدم في الأفراح والأحزان.
كيبار - رجل كبير السن أو القوم أو زعيم الشعب (سومرية).
كلكل - (كال كال) اكدية لمن يجيد الكلام والحوار.
كوخ - تسمية سومرية استخدمت في اللغات الارية ومستخدمة في اللهجة العراقية بمعنى بيت صغير من الطين والسعف.
كاشان – كلمة سومرية تقال للامرأة الكبيرة السن ومحتفظة بجمالها ولا علاقة لها بزولية كاشان الإيرانية.
كار – حرفة ومهنة.
كًراب او جَرَاب - وعاء جلدي مثل الكيس، او موضع السلاح الأصل: أكدية (گرابو).
كش – تقال لطرد الشر او انصرف وابتعد.
كًفه او قُفه - وهي الزنبيل من خوص النخيل والقفه أيضا الشجرة أو القرع الجاف الأصل: أكديه (قفو).
هرفي - "خروف هرفي" وتعني صغير غير صالح للذبح، واصلها (هربو) التي هي كلمة أكادية.
ماشة - ملقط والكلمة من أصل سومري، وهي من إكسسوارات النساء التي تربط بها خصلات الشعر. والكلمة سومرية الأصل وتعني عصابة الرأس (ماش).
مشط - في الأكدية (مشطو).
ملا أو مولاية - الكلمة السومرية "مولا" وهي أصل الكلمة الإيرانية الحالية ملا، والمعنى الأصلي للكلمة السومرية ملا هو (سيد أو رجل حر).
منجل - وهيَ الأداة التي يتمّ استخدامها من قبل الحصادين، وهي كلمة أكدية في أصلِها (نكًالو).
ملاّح (ما لاح) - بحار وفي الأكدية (ملأحو).
قمح – (قمحو او قيمو) حبوب بالأكدية.
سنسول - وتعني العمود الفقري وغالبا ما يشار إليها بعمود السمكة، وأصل الكلمة بابلي.
سلَيمة - في البابلية، سليمة تعني الموت أو شبح الموت.
) والسلّة كيس مصنوع من عيدان الشجر وخوص النخيل. سلّة - في الاكدية (سيلو) والآرامية (سلاّ او سليتا
سعف – في الاكدية (سعباتو او سأباتو) وفي البابلية (سعباتي).
سُكَّان - دفة السفينة، وتنطق بالأكادية (سكانو) والسومرية (سي- كان).
شروكي – السومري المستوطن انا شروكي اذن انا سومري.
عُگرگة - وهي كلمة أكدية وتعني الضفدع.
عقرب (او عقربا) - أصلها سومري واكادي وتنطق: عقربا، ولا زال العراقيون يسمونها (عكًربة).
صريفة - وتعني كوخ وهي كلمة سومرية كانت تستخدم للإشارة إلى كوخ القصب.
طرگاعه - هيجان عظيم، واضطراب شديد أو مصيبة حلت وتعود جذورها إلى البابليين.
طعروزي - كلمة بابلية وتعني نوع من الخيار – القثاء
رصيف او رصافة – وتعني صف ورصف الحجارة وفي الاكدية (رصابو او رصبو) وفي الآرامية (رصابا).
ركًبة – جزء الجسم الموصل بين الفخذ والساق وفي الاكدية (بركو) وفي الآرامية (برُكا).
زوري - وتعني السمك الصغير بالسومرية (زو = سمك / ري = صغير) ومنها (زورا) بالأرامية
زمبيل – من الاكدية (زبيلو او زنبيلو) وهو كيس كبير مصنوع من خوص النخيل يستعمل لحمل الأشياء.
زقنبوت - تعني في اللغة الأكادية "السم". وزَقْنَبُوت – تستعمل للتعبير عن عدم الرضا عن حال ما، وتقال على صيغة الدعاء السيئ على الشخص، وتستخدم لانتقاد الطعام الذي يأكله الملوم، وقد تسبقه كلمة (سم) لتصبح (سم وزَقْنَبُوت) عند تمني سوء اختيار الطعام للشخص.
يشماغ (اش ماغ) - (سومرية) كوفية مرقطة كان يضعه الكهنة على رؤوسهم فوق القماش الأبيض.
تمبّل - هو الشخص البليد والكسلان، وهي كلمة سومرية تعني الأفراد العاطلين عن العمل، ويطلق عليه العراقيون الشخص الذي ينام كثيرًا.
التبليّة - أداة الفلاح لصعود النخل من (تبالو) الاكدية في موسمي التلقيح وحين جني المحصول.
تالة – من (تالو) الاكدية وتعني صغار وفسيل النخلة.
تكان او دكان - من السومرية (دكًان) والاكدية (تكانو).
تين – في الاكدية (تينتو)
كلمات آرامية ومعناها
إلّح - يقول العراقيون "أخوي إلح" أو "إبن عمي إلح" بمعنى أخي من أمي وأبي، وعمي أخ والدي، وهي كلمة آرامية/ عبرية، تعني القريب جدا.
أردكًلا - بناء، معمار بالآرامية.
الشبوط - نوع من الأسماك النهرية أصولها أكادية وآرامية.
الشرم (شرم) - كلمة آرامية وتعني شق او فتق في شيء، مثل الثوب أو الوجه. وفي العراق يقال "ثوبي مشروم".
ازميل - او (ازميلو) بالبابلية والاشورية – وهي الة نقر الحجر والخشب.
بلا بوش - بلا وتعنى من دون و (بوش) كلمة آرامية قديمة تعني الحياء، وبلا بوش تقال للشخص الذي لا يستحي.
بربوك - تستخدم للإشارة إلى المرأة الفاسدة وهي آرامية أكادية مركبة وتتكون من الكلمة الآرامية (بير) والأكادية (بوكا).
بستوكًة - جرة من الخزف أو الفخار طليت من الداخل والخارج بطلاء اخضر اللون، تحفظ فيها عادة المواد الغذائية كالدهن والدبس والمخللات (الطرشي) وما شابهها. الأصل: من الآرامية (بستوقه).
دلو - (دلا يدلو) وعاء لسقي الماء في الاكدية والبابلية وفي الآرامية (دولا).
دبشو او دشبو - تعني دبس بالبابلية والآرامية.
جبن او كًبنتا - من الاكدية (كًبنتو) والآرامية (كًبنتا او كًبتا).
جسر - (كشرو) بالأكدية و (كشرا) بالآرامية.
جفن - من الاكدية (كًبنو) والآرامية (كُبنا).
كوره - فرن الآجر، كور الحداد والصائغ والكلاّس (الجصّاص) والخزّاف، كما تعني أيضا خلية النحل أو الزنابير (الدبابير) الأصل: من الآرامية " كورا " أو من الأكدية (كورو، كير) بنفس المعنى.
گزاز - تعني الزجاج عامه وخصوصا المهشم منه الأصل: آراميه (قاقوزا) أي الزجاجة أو القارورة.
ما طول - تعني ما دامت وهي كلمة آرامية وردت كثيراً في المخطوطات السومرية
مسكًوف - كلمة آرامية تعني السيخ الذي يوضع عليه اللحم. وسمك المسكًوف من الأكلات العراقية المشهورة.
مكوك - من آلات الخياطة والحياكة الأصل: من الاراميه (مكوكا، مكا) ومنها الفارسية (مكوك، مكو).
ناقوص أو ناقوس - الجرس النحاسي الكبير سيما ألكنائسي منه والأصل: آرامي (ناقوشا) وتعني المُصّوت.
سمسم – (شمشو) بالأكادية و (شوشما) بالآرامية.
سفينة – وهي (سبينتو) بالبابلية والآرامية.
شعواط - كلمة آرامية وتعني "محروق حرقا قليلاً" أو "على وشك الاحتراق" أو "رائحة النار".
شقلب - كلمة آرامية وتعني عَكَسَ الشيءَ وقَلَبَهُ رأساً على عقب، ويقال "تشقلب على رأسه".
صنتّة - كلمة آرامية وتعني الهدوء والسكينة.
صكًلة - وتعني تكديس الحصى وهي لعبة أطفال شائعة في العراق، وهي كلمة آرامية.
عود أو عودين - على وزن بعدين، ظرف زمان آرامي بمعنى عندئذ، مثلاً يقال "عود ربك يفرجها".
عَزّا - تقولها العراقيات عزة وهي كلمة آرامية تعني الفتنة الشديدة أو المصيبة العظيمة التي حلت وتعود جذورها إلى البابليين.
تنورا - أي الموقد بالسومرية و(تنورا) بالآرامية وتعني نار ونور ومكان الخبز بالأكدية.
تمر – (دقلا) بالآرامية
من عالم الفكاهة والتندر بالعامية العراقية
قصة آآخ - وآآخ هي النسخة العراقية من لفظة (أه)، والتي تصف الضربة أو الألم (أووبس أو آووج بالإنجليزية)
وقصتنا حصلت في ستينيات القرن الماضي، حين عمل عدد من العراقيين المهاجرين في مصنع كوكاكولا في ديترويت، وبالطبع لم يكن الكثير منهم يتحدثون الإنجليزية وكانوا يجتمعون في فترات استراحة الغداء للاستمتاع بجلسة مجتمعية ومشاركة الغداء، وتدخين السجائر، وأحاديث على الطريقة العراقية، وكان الاستثناء رجلاً وحيداً عزل نفسه عن الأخرين وفضل عدم الجلوس مع المجموعة العراقية/الكلدانية على الرغم من أن شكله وهندامه وشاربه كانت كلها عراقية ويحمل اسمًا عربيًا لكنه تظاهر بأنه ليس عراقيًا!
وفي إحدى المرات، وبالصدفة وبحادث غريب، سقطت مطرقة ثقيلة على يد صاحبنا اثناء العمل، فبدأ بالصراخ "آآخ، آآخ، آآخ" فانكشفت هويته الخفية وعراقته الحقيقية، إذ أن العراقي فقط هو الذي يستعمل ويقول مثل هذه الكلمة الآرامية/الأكادية (آآخ) ومنها جاءت كلمة (أويلاخ).
"كنت أعيش كالملوك في العراق"
هذه القصة تحمل نكهة ملكية تنطبق على العديد من العراقيين المهاجرين في الغرب وبالتالي فمن الآمن أن نقول إن العراق كان لديه ملوك أكثر من أي بلد آخر.
وحياة العراقي في المهجر تحكي لنا خلفيات هذا القول، ولكي نتعلم المزيد عن الثقافة العراقية في المهجر بوسعنا زيارة أي مطعم أو سوق عراقي للتعرف على الأطعمة العراقية الشهيرة، بالإضافة إلى اتباع خطى الرجال أو رؤية النساء العراقيات والاستماع إلى مفرداتهن اللغوية وأحاديثهن العراقية المختلطة باللغة السورثية.
إذ يبدأ برنامج الحياة اليومية النموذجية للعديد من العراقيين في ولاية ميتشغان باستيقاظ الرجل في الصباح المتأخر، والاستماع أولاً إلى إذاعة عراقية محلية، بينما تقوم زوجته المخلصة بإعداد وجبة الإفطار بعد رحلة قصيرة إلى السوق المحلي/المخبز العراقي لشراء الصمون الحار والقيمر(الكّيمر).
وللرجل العراقي أوليات ما بعد الإفطار، إذ غالباً ما يكون لديه موعد مع مركز خدمات اجتماعي أو طبيب أو ميكانيكي عراقي، ليذهب بعد ذلك لشراء الدواء من صيدلية عراقية وقد يزور حلاقًا عراقيًا، وفي طريق العودة إلى المنزل تتصل به زوجته تطلب منه شراء بعض الحاجات والخضروات من السوق العراقية المحلية واللحوم من محل جزارة وقصاب عراقي.
ثم يعود إلى منزله ليستريح، ويفتح هاتفه الجوال او الكومبيوتر ليتحقق من انباء بريده الإلكتروني، ثم يتصل بثلاثة أو أربعة من أصدقائه للمحادثة الصباحية المعتادة ليسأل عن آخر الأخبار من العراق وكرة القدم، وثم يأخذ قيلولة ما بعد الظهر التي تستمر لمدة ثلاث ساعات، وفي وقت مبكر من المساء، يبدأ روتين برنامجه الليلي بالذهاب إلى نادي اجتماعي عراقي/جايخانة للعب الدومينو أو الطاولي أو ألكونكان مع مجموعة من اللاعبين المحليين الذين هم جميعًا عراقيين وربما من نفس القرية.
وبعد انتهاء ليلة مليئة بالأحداث المثيرة وإذا كان محظوظاً ورابحا في صولاته الورقية، يملأ سيارته بالبنزين في طريق العودة من إحدى المحطات المملوكة لعراقي، ويشتري مجموعة من تذاكر اليانصيب (اللوتيري) من متجر عراقي، ويعود في وقت متأخر من الليل إلى المنزل منهكًا من متطلبات يوم متعب طويل للاستلقاء على الأريكة ومشاهدة التلفزيون وتوقع عشاء منزلي دسم وغالبًا ما يصحب ذلك مشروب كحولي فاخر.
وقبل أن ينام صاحبنا، يقول لزوجته، "والله، إن العيش والحياة في الولايات المتحدة صعب للغاية. وأنا منهك من صعوبات الاغتراب والعمل والتعب والملل إذ مضت ورحلت كل أيامي الجميلة حين كنت أعيش في العراق كالملوك"
تأسيساً على هذه القصة فمن المقبول أن نقول إن العراق كان لديه ملوك أكثر من أي بلد آخر.
إن ما جمعناه هنا من مفردات يقتصر على الشائع والمشهور المتداول وفي الجزء الثاني سنغطي المزيد من اللهجة العامية العراقية، وسنقدم مجموعة أخرى من الكلمات باللهجة العراقية ومصادرها ومعانيها، ومنها التركية والفارسية والإنكليزية والفرنسية وحتى الهندية والإيطالية واليونانية.
المصادر: شبكة أخبار العراق، ويكيبيديا، المؤرخ طه باقر، د. فالح حسن الأسدي، د مجيد محمد علي القيسي، د علي عبد الواحد وافي، سليم مطر، شاكر التميمي، إبراهيم السامرائي، حنا العبودي، ماجد الخياط، مؤيد عبد الستار، المدى نيوز