النخلة‭ ‬بنت‭ ‬العراق‭ ‬الأزلية‭

النخلة بنت العراق الأزلية

بقلم د عضيد ميري

سُئل أحد العراقيين القدماء ما هي اثمار بلادكم؟ فأجاب التمر - ثم ماذا عندكم بعده؟ فأجاب التمر أيضا ولما استغرب السائل من هذ الجواب! قال العراقي ألعريق: " لا شيء هناك يضاهي تناول التمر الطازج ونستفيد من فوائد النخلة العديدة، فأننا نستظل به من وهج الشمس، ونأكل ثمرته، ونعلف ماشيتنا بنواته، ونعلن عن أفراحنا بسعفه، ونتخذ من عصارته عسلاً وخمراً (عرقاً)، ونصنع من جريدة وخوصه الاواني والحصران وغيرها من الاثاث، ونصنع من جذعه خشباً لسقوفنا، وأعمدة لبيوتنا، ووقود الطبخ".

لقد وهبت الطبيعة العراق بأفضل فاكهة عرفها التاريخ القديم والحديث وعرفتها شعوب العالم على مر الزمن فالتمور تعتبر خبز وفاكهة الصحراء التي يتغذى عليها الغني والفقير على السواء، وهذه الفاكهة اللذيذة المذاق (التمر) هي نتاج سيدة الشجر(النخلة) التي جاء ذكرها في اللوحات السومرية والكتب السماوية ولم تحظ شجرة غيرها على مثل هذا التكريم.

ونحن في موسم نضوج ألتمور ولأهمية هذه الثمرة ألخيرّة المسماة خبز الصحراء وجوهرة البيداء، نكتب هذه المقالة إكراماً لشجرة النخيل التي هي ابنة العراق الأبدية وربما الشجرة الأكثر شهرة في العالم، إذ كانت بلاد الرافدين/العراق ولا تزال من المناطق المشهورة بجودة التمور ووفرتها في مختلف مراحل التاريخ، وعرف الناس هذه الشجرة منذ العصور الأولى للاستيطان في جنوب العراق وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وتعتبر النخلة من أوائل الأشجار التي تمت زراعتها، ولذلك لعب دوراً هاماً في بداية الحضارة الحديثة، إذ كانت تستخدم كمصدر للغذاء وتوفير الفاكهة ذات الطاقة العالية، والظل من شمس الصحراء، ومواد لبناء الأدوات والمساكن، والاحتفالات الدينية، وأصبحت الشجرة في نهاية المطاف رمزا للرخاء والخصوبة في الشرق الأوسط وغالبا ما يُنسب إليها الفضل في لعب دور مهم في تكاثر ونمو عدد السكان البشري.

تقدم هذه المقالة نبذة عن النخلة والتمور وعن تاريخ الشجرة وخصائصها واستخداماتها وفوائدها الصحية. فإذا كنت مهتمًا بأشجار النخيل وتاريخها وتلتذ بتمورها، تابع القراءة لاكتشاف العالم الرائع لهذه الشجرة المباركة.

مقدمة تاريخية

يمكن إرجاع تاريخ أشجار النخيل والناس إلى الحضارات المبكرة وبعض الأصناف التي تحمل اسم نخيل التمر عمرها آلاف السنين. وكان لمعظم الثقافات في سومر القديمة وبابل وأورشليم في زمن المسيح دور للنخيل في القصص والأحداث وروايات عالمهم.

وتعتبر بلاد ما بين النهرين هي أرض هذه الشجرة المذهلة، إذ اكتشف علماء الآثار سجلات مكتوبة عمرها 5000 عام لأشجار النخيل المزروعة على طول نهري دجلة والفرات. ووجدوا أيضًا أن أشجار النخيل استخدمت في بناء معبد إله القمر بالقرب من أور في جنوب بلاد ما بين النهرين، كما وجد علماء الآثار الذين يدرسون مواقع المساكن القديمة للأكاديين والسومريين والبابليين أن منازل هذه الشعوب القديمة كانت في كثير من الأحيان مسقفه بسعف وجذوع النخيل.

وعندما صدرت القوانين في بلاد ما بين النهرين القديمة، كانت بعض أحكامها خاصة بهذه الشجرة للحفاظ عليها وتنظيم الناس للاستفادة منها، وكان السومريون والأكاديون والبابليون والآشوريون يعتبرون النخيل مباركا ومقدسا، وكان ملوكهم يهتمون كثيرا بتصوير أنفسهم مع النخيل وتظهر النخلة في أثريات الآلهة والبشر.

ولهذا فقد قدس العراقيون القدماء شجرة النخيل" دقلا" الذي تعتبر من اهم رموز موروثهم، واحتلت مكانا بارزاً في تراثهم، فالملك نبو خذ بن نصر ملك بابل، نفسه قال أنا نبو خذ نصر مراقب القنوات، ففي بابل كانت هذه الشجرة المقدسة تزين ردهات المعابد الداخلية، ومداخل المدن وعروش ذوي التيجان، فإله النخل كان يظهر على هيئة امرأة ينتشر على اكتافها السعف كالأجنحة.

وأول علامة مسمارية كتبت فيه عن النخل بدأت في كتابات عصر فجر السلالات، فهي جزء من النظام البيئي العراقي، كما توفر أشجار النخيل حماية للمحاصيل الزراعية ضد قسوة المناخ: الحرارة، والرياح، وحتى الجو البارد، التي ما فتئت تبسط ظلها على أرض الرافدين مذ خلقها ألله لتكون زينة جنة عدن الساحرة والجميلة والرشيقة، وهي الشجرة الوحيدة من بين الأشجار الذي لا يتساقط ورقها ويستظل بسعفه.

وتصنف المصادر المسمارية أصنافًا كثيرة من التمر تجاوز السبعين صنفًا، كما أنها تذكر أحيانًا أصنافًا بأسماء مواضعها. وقد أدخل البابليون والآشوريون التمر في بعض الوصفات الطبية كاستعمال تمر تامون للدمامل والقرح بشكل لبخة. ووصف ماء التمر مع ماء الورد والحليب للمعدة وعسر البول. ووصف مسحوق نوى التمر مع شحم الخنزير للرضوض والأورام، وكذلك مسحوق النوى وماء الورد لمداواة العيون، بل إنهم كانوا يصنعون شرابًا من نسغ النخلة يسمى (شراب الحياة).

كما قننت شريعة حمورابي عددًا من موادها لحماية زراعة النخل وتعهده. فالمادة التاسعة والخمسون من شريعة حمورابي تنص على تغريم من يقطع نخلة واحدة بنصف (منٍّ) من الفضة، ولا بد أن تكون هذه الغرامة باهظة في ذلك العهد. وتنص المادة الستون على أنه: إذا أعطى شخص أرضه لآخر ليغرسها بستانًا فليس له الحق في العوض لأربع سنين وفي السنة الخامسة يتقاضى نصف الناتج.

لقد كانت جميع المقاولات التي تتناول البساتين أيام حمورابي تشير إلى التمر، وأن غرس البستان يعني غرس النخل. ويثبت تحديد المدة بأربع سنين في تلك الشريعة أن غرس النخل كان يجري بالفسيل لا بالنواة، لأن النخلة النامية من النواة تستغرق أكثر من سبع سنين حتى تثمر.

وفي تلقيح النخل تنص المادة الرابعة والستون على أنه إذا عهد مالك إلى فلاح تلقيح نخيل بستانه والعناية به فعليه أن يسلم ثلثي الحاصل إلى صاحب البستان ويأخذ لنفسه الثلث، وأما المادة الخامسة والستون فتنص على أنه إذا أهمل الفلاح تلقيح النخل وسبب نقصًا في الحاصل فعليه أن يؤدي إيجار البستان أسوة بالبساتين المجاورة.

إن عناية البابليين في رعاية النخلة وخدمة تربتها قديمة، إذ وجدت وثيقة من العهد البابلي تلزم مستأجر بستان النخل بحراثة الأرض المزروعة بالنخل، ومراقبة الطلع وتلقيحه، بل كان البابليون يزاولون تسميد النخل وتنظيف قواعده وكانوا يغرسون في الفراغات المتروكة بين أشجار النخيل الأشجار المثمرة والنباتات والخضراوات والورود كذلك.

النخلة والأديان

النخلة مُجدت في كل الأديان، ولأشجار النخيل أهمية كبيرة في الديانات الإبراهيمية ومذكورة في الكتاب المقدس والتوراة والقرآن، فهي تمثل السلام والوفرة في اليهودية والمسيحية، وورد ذكرها أكثر من 50 مرة في الكتاب المقدس و22 مرة في القرآن، مما يدل على قدرتها على عبور الثقافات. وفي بعض المعتقدات يعتبر التمر ملك فاكهة الجنة الأربعة (التمر والتين والرمان والعنب). 

تمت زراعة الشجرة بكثافة كمصدر للغذاء في الأرض المقدسة حيث تطورت وانتشرت البساتين وتستخدم أوراق النخيل في أحد الشعانين في الديانة المسيحية كما واستخدم الرومان سعف النخيل كرمز للنصر.  إذ في روما القديمة، تم استخدام سعف النخيل في مواكب النصر وكان غصن النخل رمزاً للانتصار، وكانت سعفه تُمنح لأبطال الحرب. بل إنها كانت وحدة قياس رومانية قديمة وكانت نباتًا شائعًا في الحدائق الرومانية، على الرغم من أنها لن تؤتي ثمارها في المناخ الأكثر اعتدالًا في إيطاليا.

كما وتم الاعتراف بأهمية النخلة ومنحت يومها الشهير (أحد الشعانين)، وهو يوم الاحتفال بدخول الرب يسوع المسيح إلى القدس، حيث يصف العهد الجديد أحد الشعانين، بالعيد المسيحي الذي يصادف دخول يسوع إلى مدينة القدس (اورشليم)، وكيف تم الترحيب بيسوع من قبل أتباعه الذين فرشوا طريقه بسعف النخيل، في الأيام التي سبقت صلبه وهو مشهد يعيده آلاف المسيحيين في كل عام ويحملون السعف في أزقة المدينة القديمة.

وفي التقاليد اليهودية الكثير من الأقوال الشائعة كمثل "الصديق يزهر كنخلة"، هكذا تقول الآية الموجودة في المزامير، وأحد التفسيرات هو أن النخلة، مثل الصديق، تنمو بشكل مستقيم وتدعم الآخرين بثمارها وحمايتها.

وفي القرآن الكريم، يأمر الله مريم العذراء بتناول التمر أثناء آلام المخاض عندما كانت تلد عيسى (يسوع) وفي الثقافة الإسلامية، يعد التمر واللبن أو الحليب أول الأطعمة التي يتم تناولها المسلم الصائم عند الإفطار بعد غروب الشمس خلال شهر رمضان.

وفي المندائية، يرمز ويشار إلى الشجرة وثمارها بالشجرة الكونية وغالبًا ما يرتبط النخيل بالنبع الكوني (آينا) والذكورة. وكان الآشوريون يقدسون أربع شعارات دينية احداها النخلة والثلاثة الباقية هي المحراث والثور والشجرة المقدسة.. وقد عثر على هذه الشعارات منقوشة على تاج وضع في أعلى محراب يعود الى عصر الملك (أسرحدون) في الفترة (680-669 ق.م)، ان المصادر التاريخية تشير الى وجود شعارات ورموز تعبر عن النخلة في الحضارة البابلية والسومرية وهذا دليل كاف على ان النخلة هي الهوية التأريخية للعراق.

النخيل والبلدان

تعتبر أشجار النخيل مشهدا شائعا في أجزاء كثيرة من العالم، ولكنها ليست كلها متشابهة في الأنواع وأحد أنواع عائلة النخيل الكبيرة هو (نخلة التمر) ونجدها موجودة في كل مكان في دول مثل العراق كجزء من الحياة والديكور المحيط الذي يمكن للمرء رؤيته في كل الأركان. ولا يقتصر دور أشجار النخيل على تقديم منظر طبيعي فحسب، بل تحظى أيضًا باحترام كبير في التقاليد الدينية والثقافية القديمة، بل وان أهميتها تعبر الأديان والبلدان في الثقافات القديمة.

إن قدرة نخيل التمر على تحمل المناخ الحار والجاف والتربة المعتدلة الملوحة وإنتاج وفرة من الفاكهة السكرية التي يمكن تخزينها، ساهمت كثيرًا في نجاح هذا النوع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتم زراعته بشكل شائع في دول مثل العراق وإيران والسعودية ومصر، وتونس، والمغرب، والجزائر.

تشير الأدلة النباتية الأثرية إلى أن أشجار النخيل ربما نمت بريًا في عدة أجزاء من الشرق الأوسط، وتشير الأدلة الوراثية إلى أن شبه الجزيرة العربية كانت المنطقة التي تمت فيها زراعة أشجار النخيل لأول مرة، وأصبح نخيل التمر أساس الزراعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما تم تقديمه بنجاح إلى أجزاء أخرى من العالم، من المكسيك وكاليفورنيا إلى باكستان وتركيا.

في مطلع القرن الماضي كان العراق يأتي في صدارة عدد أشجار النخيل في العالم، إذ كان ولا يزال من المناطق المشهورة بجودة التمور ووفرتها في مختلف مراحل التاريخ، وكان العراق أكبر دولة منتجة للتمور في منتصف القرن الماضي، ولكن الأمر تغير ويُعتقد ان مصر وإيران والسعودية أكبر المنتجين التجاريين اليوم، وكذلك تنتج ليبيا وتونس والجزائر كميات تجارية كبيرة من التمور، كما توجد في هذه الدول أيضًا أشجار النخيل على طوابعها وعملتها النقدية.

تم جلب نخيل التمر إلى إسبانيا بواسطة المغاربة، ثم أدخل الإسبان الشجرة إلى الأميركتين، فأشجار النخيل ليست أصلية المنشأ في قارة أمريكا، وتمت زراعة أشجار النخيل الأولى في كاليفورنيا من بذور التمر التي قامت بها بعثات الفرنسيسكان اليسوعية في أواخر القرن الثامن عشر، ويزرع أيضًا في بعض مناطق المكسيك وأمريكا الجنوبية، وأستراليا وغرب الصين وغرب الهند وجنوب باكستان. ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية، هناك ما يقدر بنحو 100 مليون شجرة نخيل في جميع أنحاء العالم منها ما يقدر بنحو 60% من إجمالي أشجار النخيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أكبر دولة منتجة اليوم هي مصر بواقع 1.85 مليون طن سنويًا. وتتابع عن كثب دول شرق أوسطية أخرى مثل إيران والسعودية. ويحتل العراق المرتبة الرابعة بـ 1.1 مليون طن/سنة.

النخلة وأمريكا

عرفت الولايات المتحدة الأمريكية زراعة النخيل في العام 1857م، حيث تمت زراعتها في الولايات الجنوبية مثل أريزونا وكاليفورنيا ونيفادا، وتمت زراعتها بوساطة المزارعين الإسبان الذين زرعوا النخيل عن طريق البذور، وكانت بداية إنتاج التمر في عام 1877م ولكن نوعية التمر لم تكن جيدة.

في العام 1890م استوردت وزارة الزراعة الأمريكية من المغرب والجزائر وتونس ومصر والعراق وسلطنة عمان مجموعة من شتلات وفسائل النخيل المختلفة معظمها صنف «دجلة نور» من دول شمال إفريقيا (الجزائر وتونس) والمجدول (من المغرب)، وصنف «البرحي» من العراق، وتمت زراعتها في محطات الأبحاث الخاصة بالوزارة في كل من ولاية كاليفورنيا، وولاية أريزونا وفي تكساس، ونيومكسيكو. وبعد نجاحها وإنتاجها فسائل جديدة، تم توزيع هذه الفسائل على المزارعين الراغبين في زراعة النخيل مجاناً، والباقي زُرع في مراكز الأبحاث التابعة لوزارة الزراعة لأغراض الدراسة والبحث وتطبيق التجارب الحقلية عليها.

لا يعلم الكثيرون أن تمور "المجدول" الشهيرة في الولايات المتحدة التي زرعت لأول مرة قبل 85 عاما، وجاءت من المغرب تسع فسائل جلبت عام 1927 من واحة بوذنيب المغربية كانت الباكورة التي دشنت زراعة هذا الصنف، لتصدره أميركا من بعد إلى العديد من المناطق في العالم كالسعودية وإسرائيل ودول شمال أفريقيا، ومعظم اصناف التمور الموجودة في اسواق كاليفورنيا غير جيدة ماعدا المجدول ودجلة نور والبرحي.

كان توافر المياه الجوفية في وادي كوتشيلا بصحراء كاليفورنيا الكبير دافعا لوزارة الزراعة كي توفد خبراء إلى العراق ومصر والجزائر والمغرب الذين أحضروا الفسائل نهاية القرن الـ 19 وبدأوا تطوير هذه الزراعة. الآن ينتج الوادي 95% من تمور أميركا وتوسعت الحياة في هذه المنطقة الصحراوية، واصبحت واحات كاليفورنيا للتمور تنتج أفخر التمور وتصدرها للعالم.

وقد بلغ إنتاج التمور في الولايات المتحدة الأمريكية 16511 طناً وبلغت المساحة المزروعة بالنخيل 2102 هكتار وأصبح ترتيب الولايات المتحدة التاسع عشر على المستوى العالمي في كمية إنتاج التمور. وتزايد الطلب على استهلاك التمور ليس فقط في أمريكا وحدها، بل على المستوى العالمي، وبلغ إنتاج التمور على المستوى العالمي سبعة ملايين طن، وبلغت المساحة المزروعة بالنخيل أكثر من 12 مليون هكتار (كما يشير الكتاب الإحصائي لمنظمة الغذاء والزراعة 2010م)

موسم التمور (من العثك ياكلونة)

عندما يحل موسم التمر في نهاية الصيف، تنتج كل نخلة وفرة من الفاكهة ولا شيء هناك يضاهي تناول التمر الطازج. وإذا كانت كمية التمر أكثر مما يمكن استهلاكه، تقوم الأمهات العراقيات باستعمال التمور العراقية ولهن معرفة بطقوس جنيها وخزنها، واستعمالاتها بصنع (الدبس – شراب التمر – الدبس) في المنزل وخل التمر (للطرشي) وخزن كميات من التمر الطازج في الثلاجة لضمان إمدادات مستمرة من التمر على مدار السنة.

ثمرة التمر بيضاوية الشكل عموما وفي حجم حبة عنب كبيرة. يبدأ باللون الأخضر ويتحول إلى اللون البني عندما ينضج، وعادةً ما يتم جنايته وجمعه في الأشهر أغسطس وسبتمبر.

أصناف التمور

هناك المئات من الأصناف المسماة من أشجار النخيل في جميع أنحاء العالم تنتج ما يقرب من 2000 نوع من التمور. يوجد في العراق أكثر من 600 نوع من التمور، إلا أن بضع عشرات منها فقط هي المعروفة تجارياً. وينتج كل نوع من أصناف نخيل التمر تمورًا لذيذة مع اختلافات واضحة في الحلاوة والنكهة والحجم ومحتوى الرطوبة.ففي العراق يوجد نحو 600 صنف وفي إيران 400 صنفاً وفي ليبيا 400 صنفاً وفي مختلف اقطار شبه الجزيرة العربية اكثر من 400 صنفاً ولو اضيف الى ذلك ما موجود في مختلف اقطار القارة الافريقية عدا ليبيا لتعدى ذلك الالفين صنف.

ان كل منطقة من مناطق زراعة النخيل تختص بأصناف معينة من التمور غير ان بعض الاصناف انتقلت من منطقة الى اخرى مع الزمن اما بأسمائها الاصلية (البرحي العراقي) او اعطيت لها اسماء جديدة وقد نجد في المنطقة الواحدة اسماء متعددة لصنف واحد او اسم واحد لصنفين مختلفين.

وتصنف التمور إلى طرية، وشبه جافة، وجافة، ولكل منها خصائصه ونكهته. يشيع استخدام التمور الجافة في الشرق الأوسط للاستهلاك اليومي يتم استخدام التمور الأكثر حلاوة كحلوى في الشرق الأوسط وكذلك في الولايات المتحدة. ومن أشهر أصناف نخيل التمر اليوم هو تمر المجدول الكبير، وأكثر التمور الطرية تذوقا هو البرحى، ومن الأصناف الشهيرة الأخرى المتوفرة في كاليفورنيا هي الزاهيدي والبرحي والحلاوي.

ويبلغ عمر معظم أصناف نخيل التمر القديمة آلاف السنين، وتنتقل من جيل إلى جيل عن طريق إزالة الفسائل من جنب النخلة الأم وزراعتها. ومن الأصناف الشهيرة الأخرى إلى جانب البرحى والمجدول هي ألأشرسي، الحلاوي، الحياني، الخضراوي، الخستاوي، الساير، البربن، ال بريم، آل مكتوم، زاهيدي، سكري، عمراني، أخو الخستاوي، زهدي، بربن، ديري، خصاب، أشرسي أسود، أشرسي هبهب، جبجاب، زركاني، قنطار، ليلوي، سلطاني، تبرزل، إبراهيمي، أصابع العروس، أفندي، والعمراني وغيرها.

مراحل تطور التمر ونضجه

مراحل النمو هي (الطلع، زهو، حبابوك، كًمري (شمري)، خلال، البسر الأصفر، رطب، تمر) ويشار إلى التمرة بالرطب عندما تكون طرية وطازجة وتسمى بالتمرة عندما تنضج تماماً وتجف. تستغرق ثمرة التمر حوالي ستة أشهر حتى تنضج تمامًا.

تؤكل معظم أصناف التمر في مرحلة النضج الكامل، على الرغم من أن بعض الأصناف اللينة جدًا مثل تمر البرحي والتمر الحلاوي تؤكل أيضًا في مرحلة الخلال، عندما تكون حلوة ومقرمشة.

البرحي

البرحى تمر موطنه الأصلي البصرة- العراق ويعد من أشهر أصناف التمور ألعراقية ويتميز بحلاوة الطعم وغزارة الإنتاج، ونسب الاسم يعود لمنطقة في مدينة البصرة تعود لأل زيدان تسمى البرحة، ومنها جاءت تسميتها بنخلة البرحي، وذُكر انها نبتت من نواة في ارض براح قبل أكثر من100 عام وأثمرت عام 1864، فقال البصراويون بعد أن أكلوا من ثمارها، ان البصرة كلها لا يوجد فيها أطيب ولا أرقى من هذا البسر والرطب ومن العراق انتقلت فسائله إلى كل دول العالم التي يصلح مناخها لزراعة النخيل.

تمر البرحي حلو وطري جدًا، وهو صغير الحجم نسبيًا، ولكنه شائع جدًا ويعد من الذ التمور للأكل حتى عندما لا يزال قاسيًا ومقرمشًا وفي بدايات مرحلة النضج الخلال. أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر هما أول موعد سنوي لجني هذا التمر الطازج اللذيذ.

وللبرحي ميزات لا توجد في تمور المجدول (المجهول)، فالبرحي يؤكل بسراً ورطباً وتمراً، ومن ناحية النكهة والطعم الكثير يقولون أفضل من أي تمر أخر حتى المجدول، ولكن للمجدول ميزات منها الحجم وسهولة العناية بالمنتج وتعبئته وقشرته غير منفصلة.

والبرحي العراقي الذي هو ملك ألتمور ألرافدينية يزرع الان في امريكا ويصدّر الى دول العالم في الوقت الذي يستمر قلع وتجريد اراضي شاسعة من بساتين النخيل في وطن النخلة العراقية الشامخة بغرض تحويلها الى اراضي سكنية زراعية، وتقوم امريكا (القارة التي لم تعرف سابقا بوجود هذه الشجرة المباركة) باستيراد فسائل البرحي العراقي وزراعتها في ولاية كاليفورنيا وانتاج كميات كبيرة من التمور وتصديرها الى دول العالم. فلا عجب وسعر البرميل بما يحويه من التمر يفوق سعر برميل النفط بأضعاف.

ونخيل البرحي مطلوب بشدة ويتوفر منه عدد قليل نسبيًا من الفسائل الجديدة كل عام، ونتيجة لذلك، تكون واحدة من أغلى الأنواع، وغالبًا ما لا تكون متاحة بأي ثمن. وفي الشعر الشعبي العذري ابيات تقول:

برحية وفتحتلي الزيج وراوتني العثوك - كلتلها ارحمي اليهواج كالتلي اصعد وضوك

المجدول/المجهول

ومن بين أصناف التمر الأكثر حلاوة هو التمر المجدول (ويسمى المجهول) الذي يعتبره الكثيرون "ملك التمور". وكان مخصصًا فقط للعائلة المالكة وحكراً على العائلة الملكية المغربية ومن هنا اكتسب لقب "ملك التمور" ليشتهر بعد ذلك بأنه لذة المترفين حتى يومنا هذا. تم استيراد هذا الصنف المذهل لأول مرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية من واحة بودنيب (المغرب) في عام 1927.

في تمرة المجدول نكهات فريدة من الكراميل الغني والعسل البري ولمسة لذيذة من القرفة وهي مشهورة بحجمها الكبير وشكلها ويعتبر اليوم، أحد اهم وأغلى التمور على مستوى العالم، بسبب شكله الجذاب، ومذاقه الحلو، كما انه لا يزال فاكهة البلاط الملكي المغربي، وخلال السنوات الماضية كثر الطلب على هذه الفاكهة في الأسواق العالمية. ويتم قطاف تمر المجدول على ثلاث دفعات لأن الثمرات لا تنضج في وقت واحد. والأمريكان أصبحوا يستمتعون بطعم التمور التي تحتوي على نسب كبيرة من الحديد والبوتاسيوم، وغدت شركة «دول» المعروفة للصناعات الغذائية من أكبر الموزعين للتمور في البلاد.

وتعتبر منطقة غور الاردن في أريحا أحد أهم المناطق لإنتاج تمر المجدول في العالم، نظراً لتوفر كافة شروط زراعتها، كالمناخ الجاف الحار والتربة الجافة، والمياه ذات الملوحة العالية والمساحات الشاسعة، وتحتاج نخلة المجدول، من 3 - 5 سنوات لكي تعطي محصولاً ذا قيمة اقتصادية، ويقسم تمر المجول الى عدة أنواع تتراوح في وزنها وسعرها وشعبيتها، وكلما زاد وزن حبة المجدول زاد سعرها ، وهذا بالتالي يمنح التمر الفلسطيني ميزة خاصة، حيث باتت تعتبر منتجا فاخرا يذهب للأسواق رفيعة الذوق بما في ذلك أشهر الفنادق الفاخرة والمطارات العالمية.

أيشتهر تمر المجدول بحجمه الكبير ونكهته اللذيذة، ويمكن أن يصل طول بعض انواعه إلى حوالي ثلاث إنجات، وعلى الرغم من تصنيفه على أنه تمر طري، إلا أن تمر المجدول أكثر صلابة ومرونة من معظم التمور الناعمة الأخرى كما أنه يتعامل مع الخزن بشكل أفضل أيضًا، مما يجعله خيارًا رائعًا للإنتاج والتسويق التجاري.

تحظى أشجار النخيل المجدول أيضًا بشعبية كبيرة في تنسيق الحدائق بسبب مظهرها الملكي ومظلتها الكاملة، ويتوفر تمر المجدول الطازج كل عام في أواخر سبتمبر وأكتوبر، ويزرع عضويًا في العديد من الواحات الاستوائية في كاليفورنيا، وهو خالي من الدهون بنسبة 100٪.

استخدامات شجرة النخيل

استخدم الناس في الشرق الأوسط نخيل التمر كمصدر رئيسي للغذاء منذ 1000 عام على الأقل، ولم يصبح سلعة عالمية إلا في مئات السنين الماضية. فإلى جانب ثمارها اللذيذة، يتم استخدام شجرة النخيل في مجموعة متنوعة من الأغراض في جميع أنحاء العالم وتعتبر الشجرة مصدراً مهماً للغذاء والمواد والبناء والمناظر الطبيعية والاحتفالات والزينة والتجارة وطعام الحياة الصحراوية.

توفر شجرة النخيل الفاكهة والألياف ومواد الإيواء والوقود مما يدل على تنوعها وأهميتها الكبيرة كما أنها مصدر رئيسي لغذاء الحيوانات (خاصة الإبل). ويُستخدم سعف النخيل بشكل شائع لأغراض الديكور في المنازل ويتم الاحتفال بثمارها في المهرجانات وهي عنصر أساسي في الحلويات العراقية التي يمكن إشباعها بالتمر أو من خلال شراب / دبس التمر العراقي المثالي المعروف باسم الدبس (الذي هو صديق مثالي مع القيمر العراقي).

إلى جانب الغذاء والبناء، تُستخدم مواد سعف النخيل أحيانًا في بناء السياج والأسقف المصنوعة من القش نظرًا لقوتها الطبيعية ومتانتها، فإن الأضلاع الوسطى للأوراق قوية بما يكفي لصنع الصناديق والأثاث والسلال، ويمكن دمج فروع المنشورات لصنع الحصائر والمراوح والقبعات عند خياطتها معًا كما وتحظى أشجار النخيل أيضًا بشعبية كبيرة في تصميمات المناظر الطبيعية للمباني التجارية.

الأثر الاقتصادي

كان العراقيون عبر العصور يعتبرون النخيل أكثر الأشجار كرماً ليس فقط لعظمتها ومكانتها الرفيعة، وكان العراق يُعرف ذات يوم باسم "بلد أشجار النخيل"، وموطنًا لأكثر من 600 نوع من التمور، ولكنه اليوم يعاني من عقود من الصراع والإهمال والتحديات البيئية، بما في ذلك الجفاف والتصحر والملوحة.

 في خمسينيات القرن العشرين، كان العراق يمتلك أكثر من 32 مليون شجرة نخيل، أي خمسة أضعاف عدد سكان البلاد البالغ عددهم 7 ملايين نسمة. أما اليوم، فهناك أقل من 15 مليون شجرة ونفوس تقارب 45 مليون نسمة ويتم اقتلاع البرحي العراقي، ملك بلاد الرافدين، وشجرته الشامخة، وتحول الأراضي الواسعة من بساتين النخيل إلى مشاريع سكنية بلا أشجار.

ومن المفيد أن نتذكر أن سعر برميل النفط يبلغ الآن 80 دولاراً، في حين يقدر سعر برميل تمر البرحى الممتاز بأكثر من 200 دولار عند بيعه في الأسواق العالمية. ومن المأساوي أن نشهد ضياع فرص العراق على الساحة الدولية بدلا عن الجهود لإحياء ثروة كانت تشكل جزءًا حيويًا من اقتصاد وثقافة البلاد.

وفي دراسة حديثة تظهر إن العراق يستطيع زراعة 150 مليون نخلة من الرمادي إلى البصرة، سيدر 12 مليار دولار سنويا للعراق ويوظف 500 ألف مهنة زراعية وتصنيع غذائي، كما وأن معدل درجة حرارة العراق ستنخفض بحدود 7 درجات مئوية، سوف تستهلك مياه نهر الفرات شهراً واحداً فقط سنوياً، ويمكن استخلاصها من المياه الجوفية، وسيمكن العراق من زراعة 6 مليون شجرة مثمرة وحمضية تحت ظله ستبلغ إيراداتها حوالي 3 مليار دولار، ومخلفاتها السنوية من السعف والعنب تكفي لإنتاج 15 مليون طن من الأسمدة الطبيعية مما يسرع استصلاح الأراضي الجديدة.

فولكلور فوكً النخل

لا تزال النخلة تحظى بأهمية كبيرة في فولكلور العراق، ونجدها في أشهر الأقوال والأغاني الشعبية والشعر الشعبي والفصيح الكلمات العامية في العراق، وفي محافظة البصرة الناس والنخيل متشابكان وهناك مقولة شهيرة عند البصريين “التمر ما يخون طعمه أينما زرعته ".

وسنمرّ كذلك بالشعر العامي الذي تحوّل إلى أغاني شعبية لامست قلوب الجماهير باختلاف شرائحهم الاجتماعية والثقافي، إذ من منا لم يطرب وهو يستمع الى مطرب العراق ناظم الغزالي في أغنية “فوق النخل/ فوك النا خِل” وحسين نعمة وأغنية " نخل السماوة يكًول طرتني سمرة. سعف وكرب ظليت ما بي تمرة" للشاعر المعروف ناظم السماوي. 

وورد ذكر النخلة في الكثير من الامثال العراقية الشعبية كما في مثل "لو تطلع برأسه نخلة" الذي يضرب للذي يطلب المستحيل من الأمور والمسرحيات مثل النخلة والجيران كما ووردت في شعر الملا عبود الكرخي كثيرا ومنها وقصيدة "بغداد مبنية أبتمر فلس وآكل خستاوي والتمر بالبصرة زبل لا سيما الخضراوي".  

وهناك قصيدة شعبية من الشاعر العراقي عواد العابدي يحاكي فيها النخلة ويعبر فيها من أعمق اعماق روحه: 

 كل ما يمر ذكرچ - يمر طعم التمر بلساني

حياچ يا نخلة تمر - بيچ إزدهر بستاني

كَليلي يم سعف الحلو - برحي أنتِ لو عمراني 

وهناك تمور مفضلة حسب مناطقها ففي البصرة البرحي وفي الحلة الحلاوي والبربن و أهل الانبار يفضلون صنف المعموري ويقولون" اذا تزرع ورد ازرع ورد جوري وذا تزرع نخل اولها معموري".

 

النخلة في الشعر

للنخلة في الشعر العربي منزلة كبرى، وورد ذكرها في الأدب العربي كثيرا، حيث ذكرها أمرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى في معلقتيهما وكذلك أبو الطيب المتنبي، ومن الشعراء المعاصرين أحمد الصافي النجفي وعاتكة وهبي الخزرجي وبدر شاكر السياب وعبد الرزاق عبد الواحد، ومحمد مهدي الجواهري كما في: 

قصيدة شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري ومطلعها الشهير:

سلام على هضبات العراق.. وشطيه والجرف والمنحنى،

سلام على باسقات النخيل... وشم الجبال تشيع السنا 

وقال بدر شاكر السياب في مطلع أبيات أنشودة ألمطر:

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ،

أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر

عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ

وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ 

ونظم مصطفى جواد قصيدة درر النحور في وصف التمور قال فيها:

ضحى هب النسيم لنا عليلا يداعب شط دجلة والنخيلا

فأقبلنا الى البستان نسعى فألفينا به ظلا ظليلا 

اما الدكتورة عاتكة الخزرجي:

آيا حلية النهر في الضفتين تباركت من آية سامية

فهذا الزمان انطوى عمره وانت على رغمه باقية

تباركت يا نخلة الشاطئين ويا آية الاعصر الباقية

تباركت في ارضنا جنة قطوف عنا قيدها دانية

سلاما أيا نخلة الشاطئين سلام المُذَكِّرِ للناسية 

وقال المعري  

"وردنا ماء دجلة خير ماء وزرنا أكرم الشجر النخيلا"

 

النخيل ارث عراقي اصيل

النخيل رمز مهم من رموز العراق، وأرث عراقي يجب الحفاظ عليه ر، وأن تصبح شجرة النخيل رمزا للهوية الوطنية للعراق، وتزين تصميم العلم الوطني والعملة والشعارات الرسمية. ومن الواجب التاريخي المسؤولية الوطنية إلزام كل أبن وبنت وعراقي مقيم أو مهاجر بغرس نخلة أو شتلة في وطننا العراق ورعايتها وزيارتها ولو مرة واحدة في السنة.  

النخلة كانت ومازالت بنت العراق منذ الازل، فكم غرسوا من النخيل في مختلف بقاع العالم، لكن مستحيل ان يصل طعمها ومذاقها الى طعم ومذاق التمر العراقي وللأسف أن العراق الذي كان البلد الأول للتمور في العالم أصبح يستورده اليوم من إيران والسعودية ومن أمريكا وأصبح ساسة العراق مزدوجي ألجنسية يتفاخرون بأنهم يأكلون تمر أمريكي ونسوا انه عراقي ألنسب والجنسية والطين والهوية "فالرطب لا يخون طعمه" كما يقول أهلنا في البصرة. 

بعد قراءة هذه الحقائق المثيرة حول النخيل والتمور، ربما تميل عزيزنا القارئ إلى شراء فسيلة نخلة خاصة بك وإضافة هذه الشجرة الرائعة إلى تصميم حديقة الدار وإضافة سنوات من الجمال إلى المساحة المحيطة حولكم، وانا ما زلت أشعر بالفخر كلما أتذّكر نخلة حديقتنا المنزلية الزهدية في بغداد. 

اقتباس من ويكيبيديا والشرق الأوسط مقالات الكتاب د. سهام كامل محمد، و د. حسن خالد العگيدي وعباس ال مسافر، و د. جبار التميمي و د. الأمير عباس جعفر، و د. سرور مرزا وفارس الشريفي وأفراح شوقي.